سورة البقرة - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)}
{وَاسِعٌ}
(115)- بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَدِينَةِ كَانَ يُصَلِي مُتَّجِهاً إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الكَعْبَةَ قِبْلَةَ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ وَيَدْعُو اللهَ وَيَقلِّبُ طَرْفَهُ فِي السَّمَاءِ فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيهِ قَوْلَهُ: {قَدْ نرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السمآء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} فَقَالَ يَهُودُ المَدِينَةِ: مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِم التِي كَانُوا عَلَيْها؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هذِهِ الآيَةَ.
وَمَعْنَى الآيَةِ: إِنَّ المَشْرِقَ وَالمَغْرِبَ كُلُّ ذَلِكَ للهِ، وَإِلَى أَيِّ مَكَانٍ اتَّجَهَ الإِنْسَانُ فِي صَلاتِهِ كَانَ تَوَجُّهُهُ إِلَى اللهِ، لا يَقْصِدُ بِصَلاتِهِ غَيْرَهُ، فَلا يَخْلُو مَكَانٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى. وَاللهُ وَاسِعٌ لا يُحْصَرُ وَلا يُحَدُّ، يَسَعُ خَلْقَهُ بِالكِفَايَةِ وَالجُودِ، وَهُوَ عَليمٌ بِأَعْمَالِهِمْ، لا يَغِيبُ عَنْهُ شَيءٌ مِنْهَا.


{وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116)}
{سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي} {السماوات} {قَانِتُونَ}
(116)- رَدَّ اللهُ تَعَالَى بِهذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ عَلَى النَّصَارَى الذِينَ أَدَّعُوْا أَنَّ المَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهَ، وَعَلَى فِئَةٍ مِنَ اليَهُودِ ادَّعَتْ أَنَّ عُزَيْراً ابْنُ اللهِ، وَعَلَى فِئَةً مِنَ المُشْرِكِينَ ادَّعَتْ أَنَّ المَلائِكَةَ بَنَاتُ اللهِ، فَكَذَبَهُمْ جَمِيعاً فِي دَعَاوَاهُمْ، تَنَزَّهَ اسْمهُ وَتَقَدَّسَ، فَلَيْسَ الأَمْرُ كَمَا افْتَرَوْا وَكَذَبُوا، وَإِنَّمَا هُوَ إِله وَاحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ، لَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَلا وَلَدٌ، لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَجَميعُ مَنْ فِيهِنَّ مُقِرٌّ لَهُ بالعُبُودِيَّةِ وَالطَّاعَةِ.
قَانِتُونَ- مُقِرُّونَ للهِ بِالعُبُودِيَّةِ وَالطَّاعَةِ.
سَبْحَانَهُ- تَنَزَّهَ وَتَقَدَّسَ.


{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)}
{السماوات}
(117)- إِنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمُبْدِعُهَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبََقَ وُجُودُهُ، فَإِذا أَرَادَ شَيْئاً، أَوْ أَرَادَ تَنْفِيذَ أَمْرٍ قَضَاهُ قَالَ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ الشَّيءُ لِتَوِّهِ، فَهُو تَعَالَى لا يَحْتَاجُ إِلَى نَسْلٍ أَوْ وَلد، تَنَزَّهَ عَنْ ذلِكَ وَتَعَالَى.
بَديعُ السَّمَاوَاتِ- مُبْدِعُ السَّمَاوَاتِ وَخَالِقُهَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ.

35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42